تطوان مدينة توجد شمال المملكة المغربية وتقع
على ساحل البحر البيض المتوسط على مرتفعات جبلية بين سلسلة جبال الريف
وجبل درسة. مدينة عريقة تتميز بطابعها ومعمارها الاندلسي الذي شارك فيه
المهاجرون الوافدون من الاندلس خلال لقرن الخامس عشر، كما ان المدينة اكسب
طابعا اوربيا خلال الاستعمار الاسباني للمغرب وهو ما يشهد عليه العديد من
البنايات التي لا زالت مرتفعة في المدينة بحيها الاسباني. مدينة تطوان
تتميز ايضا بتنوع الثقافات واللغات والاجناس لما سكن بها ومر منها من
الاسنان عبر العصور والقرون.
لمدينة تطوان تاريخ عريق يرجع الى قرون ما
قبل الميلاد حيث مكنت الحفريات التي وجدت بالمدينة من العثور على اثار
مدينة تاريخية يطلق عليها اسم "تمودة" والتي لها تاريخ عريق يرجع الى القرن
الثالث قيل الميلاد. تم تدمير مدينة تمودة سنة 40 ميلادية خلال الحرب
الامازيغية الرمانية اثناء ثورة ايديمون. بعدما تمكن الرومان من احكام
قبضهم على المدينة قاموا بتحصينها بأسوار دفاعية لا زالت اثارها باقية لحد
الساعة بمدينة تطوان.
اسم مدينة تطوان يعني عيون باللغة الامازيغية
لسكان المدينة الاقدمون. اسم المدينة عرفت العديد من الاسماء والتي تشهد
تغييرا فقط في النقط لا في المعنى لاختلاف الاجناس باختلاف لغاتهم
وكتاباتهم. فبين من ينطق بتطوان وتطاون وتيطاون وتطاوين وتيطاوين وتطاوان
وتيطاوان. اسم قديم للمدينة وجد مكانه بالمراجع التاريخية حول المدينة منذ
القرن الحادي عشر الميلادي.
مدينة تطوان لم تكن لها فقط اهمية ثقافية بل
كانت لها اهمية اقتصادية كبرى حيث انها كانت صلة وصل بين شبه الجزيرة
الايبرية وشمال افريقيا خصوصا خلال فترة الحكم الاسلامي وبعدما استمرت
مدينة سبتة من طرف الاسبانيين والبرتغاليين، لتبقى بذلك المنطقة الساحلية
المهمة التي تقوم بدور الربط بين الشمال والجنوب بعد احتلال البؤر والمراكز
الساحلية الاخرى. صمود المدينة في وجه الاحتلال ساهمت فيه احصنة المدينة
المحكمة للحد من الاخطار الخارجية، فمند انشاءها من طرف السلطان المريني
أبو يوسف يعقوب سنة 1286 ميلادية. تعرضت المدينة للتدمير من طرف الاسبان
خلال القرن الرابع عشر في عهد السلطان المريني ابوثابث الذي استعد لتحرير
مدينة سبتة بحروب ضد المستعمر الاسباني لكن الاسبان تغلبوا عليها في معاركة
كان اخرها سنة 1399 ميلادية وخربوا المدينة بعد ذلك.
بدا تاريخ المدينة الحديث مع القائد ابو
الحسن علي المنظري احد المهاجرين القادمين من الاندلسي، والذين نقلوا
البناء الاندلسي للمدينة. ارتبط اسم سيدي المنظري بمدينة تطوان كمؤسس لها
وحاكم لها الى ان توفي بالمدينة. عرفت مدينة تطوان بعد ذلك توسعا عمرانيا
وحضاريا ببناء العديد من القلاع والاحصنة والتي مازالت تساير العصور
بمدينة تطوان العريقة. المدينة عرفت تطورا عمرانيا اخر خلال فترة الاحتلال
الاسباني للمدن الشمالية المغربية واختيارهم لمدينة تطوان عاصمة للمدن
المستعمرة.
سجلت مدينة تطوان ضمن قائمة التراث الانساني
لليونسكو سنة 1998 لما تحتويه ن امكان تاريخية واثرية قديمة ولتاريخها
العريق، والذي خلف معه العديد من الأزقة والمنازل التاريخية والعديد من
القاع والاسوار والاحصنة والمساجد، اضافة الى الصناعة التقليدية والحرف
اليدوية المنتشرة بالمدينة القديمة.
مدينة تطوان التي تبعد بحوالي 60 كيلومتر عن
مدينة طنجة يطغى عليها مناخ متوسطي حيث يطغى عليها فصل رطب وممطر اعتبارا
من اكتوبر-تشرين الاول وحتى أبريل-نسيان وفصل جاف وحار يبدا من شهر ماي
–ايار وحتى شهر شتنبر-ايلول. ارتفاع المدينة عن سطح البحر زاد من وجود رياح
شرقية تهب على المدينة خلال فترات متعددة على طول السنة.
تربط مدينة تطوان بمختلف المدن المغربية شبكة طرقية
كثيفة وتوجد وسائل نقل متعددة تنقل للمدينة من مختلف النقاط. دينة تطوان
تحتوي على مطار سانية الرمل والذي يوفر العديد من خطوط النقل الجوية من
والى مدن مغربية اخرى، كما يربط المدينة بالعديد من المدن الاوربية
المجاورة. وغير بعدي عن المدينة يوجد بمدينة طنجة مطار ابن بطوطة الدولي
والذي يمكن ان يكون نقطة انطلاق لزيارة المدينة. اما بخصوص النقل عبر شبكة
السكك الحديدية فمحطة القطار بطنجة توفر حافلة تابعة للنقل السككي تنقل
لمدينة تطوان على مدار ساعات اليوم. وتوجد بمدينة تطوان محطة للنقل عبر
الحافلات وسيارات الاجرة الكبيرة تربطها العديد من خطوط النقل عبر الحافلات
بمختلف المدن المغربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق