موقع تطـــاون
/ / لماذا يحب مغاربة الخارج بلدهم إلى حد الجنون؟

لماذا يحب مغاربة الخارج بلدهم إلى حد الجنون؟


بروكسيل / سعيد العمراني
بالرغم من هروبهم في الفقر و التهميش و “الحكرة” و الفساد، و بالرغم من معاناتهم مع الإدارة المغربية، و بالرغم من غلاء تذاكر السفر عبر الطائرة (أغلى تذاكر في كل الدنيا و في كل شركات الطيران العالم)، و مع ذلك فكلما يدنو فصل الصيف و إلا يحاول العديد من مغاربة الخارج و خاصة الجيل الأول منهم (القادمين من المغرب) القضاء عطلهم في المغرب بأي ثمن.
هذه الظاهرة تستدعي دراسة سيكولوجية و سوسيولوجية لعموم المغاربة بما فيهم الذين يحملون جنسيات أخرى أي جنسيات بلدان إقامتهم. و إن فكرنا في ابرز العناصر لفهم هذه الظاهرة و التي تجعل المغاربة يرتبطون بأرضهم و وطنهم فيمكن أن نلخصها فيما يلي: – ذكريات الطفولة لدى أغلبيتهم و التي تعد أهم مصدر لتكوين سيكولوجية و شخصية الإنسان (المقهور). – الارتباط بالعائلة كونها هي الحاضنة و الملجئ الأخير لكل فرد في المغرب و التي يرجع إليها كلما “انسدت أمامه الأبواب”. – الارتباط بالأصدقاء (أصدقاء الطفولة و الدراسة و “حماقات المراهقة” و أشياء اخرى الجدية منها و العبثية .. – إثبات الذات و إبرازها كأنه “اصبح يساوي شيئا”، بعدما أن كان “لا يساوي أي شيء”، بحيث نجد أغلب المهاجرين يقتصدون (الميزيريا) طيلة السنة و يتقشفون و لو على مستقبل أبنائهم بحيث يحرمونهم بالتمتع من حقهم في العيش كباقي الأطفال الأوروبيين من جيلهم و الذين يذهبون للمسارح و المسابح و الملاعب و السينما و يشاركون في الرحلات و تعلم الموسيقى…الخ. يفعلون ذلك فقط لكي يوفروا مقدارا ماليا لشراء سيارة للدخول بها إلى المغرب أو لشراء منزل لدى “الضحى” و أخواتها.
. جمالية المغرب لا يمكن لاي كان ان ينكر جمالية المغرب نظرا لتنوع مناخه و تضاريسه و جباله و بحاره و حضارته التي تمكن لمغاربة الخارج الهروب من فصول البرد و الثلج في عموم أوروبا و يمكنهم من استنشاق الهواء النقي (قبل أن تستورد النفايات الايطالية السامة)، و تخزينهم لأكبر كمية ممكنة من فيتامينات “د” الناتجة عن التشمس (“اواقح” بالريفية) تحت شمس ساطعة و أحيانا حارقة فوق رمال المغرب الذهبية.
. فإذا كانت كل هذه العوامل تجعلنا نفهم جزءا من الأسباب التي تجعل الكثير من مغاربة العالم يزورون المغرب باستمرار او كل صيف على الأقل ، حتى أصبحت الهجرة أهم مصدر للعملة الصعبة للمغرب، إلا انه في المقابل نجد حب الوطن لدى مغاربة العالم يستغل استغلالا بشعا من طرف المسئولين السياسيين و البنوك و السماسرة رغم بعض التسهيلات الطفيفة التي عرفتها عمليات العبور في السنوات الأخيرة. فبمجرد أن تطأ أقدامهم ارض الوطن تبدأ رحلة المشاكل بحيث هناك من يقضي طيلة أيام عطلته أمام المحاكم و الرادارات نظرا لتفشي البيروقراطية و الفساد الإداري. كما هناك من “يقولبوه” عند شراء بقعة أرضية أو محل تجاري أو سكن اقتصادي، أو عند تنظيم الحفلات (الأعراس مثلا)، ناهيك الى حرمان مغاربة العالم إلى حدود اليوم من حقهم (اتكلم عن حق دستوري و حقوقي) من المشاركة السياسية في الداخل. فهل يا ترى سيرقى المسئولين المغاربة الى مستوى تضحيات ابناء الوطن المهاجرين الذين اصبحوا “مغتربين هنا و هناك” عبر: – اعادة النظر في دور القنصليات و السفارات و جعلها في خدمة و حماية المهاجرين و وضع حد للفساد و التسيب و المحسوبية. – وضع حد للممارسات الزبونية و البيروقراطية و الابتزازية التي يتعرض لها المهاجر من طرف مختلف الإدارات المغربية ورجال الجمارك والدرك والأمن، سواء أثناء العبور ذهابا و إيابا، أو خلال فترة قضاء العطل. – وضع حد للتسيب الذي تتخبط فيه الخطوط الجوية الملكية و تعاملها السيئ و المليء بالإهانات والاحتقار و عدم احترام المواعيد و عدم ضبط عدد المقاعد، والأثمان الخيالية للتذاكر وخصوصا في فترات الذروة. – إيجاد حل لمشكل البواخر الرابطة بين أوروبا و المغرب، و حماية المهاجرين من السرقة والنهب أثناء الطريق سواء في اسبانيا او المغرب، و حل مشكلة الاكتظاظ في الموانئ والانتظار الطويل في الدخول والخروج من و الى المغرب. – توفير شبابيك خاصة بالمهاجرين لحل مشاكلهم الإدارية أثناء العطل.

عن الكاتب :

شاب مغربي أحب كل جديد في عالم الانترنت من مواقع وبرامج واحب التدوين ودائما ابحث عن الجديد لتطوير مهاراتي في مختلف الميادين التي تعجبني لكي انقل معرفتي وتجاربي لآخرين حتى يستفيدوا بقدر ما استفدت انا ;)
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر المواضيع